فصل: الباب الأول: ما جاء في الصلاة على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي عن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا طيب النفس، يرى في وجهه البشر، قالوا: يا رسول الله أصبحت اليوم طيبًا يرى في وجهك البشر قال: «أتاني آت من ربي فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئآت، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها» وفي لفظ فقال: «أتاني الملك فقال: يا محمد أما يرضيك أن ربك يقول: إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرًا، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرًا، قال: بلى».
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان وابن عساكر وابن المنذر في تاريخه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم عليَّ صلاة في الدنيا، من صلّى عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة مائة مرة قضى الله له مائة حاجة، سبعين من حوائج الآخرة، وثلاثين من حوائج الدنيا، ثم يوكل الله بذلك ملكًا يدخله في قبري كما يدخل عليكم الهدايا، يخبرني بمن صلّى عليَّ باسمه ونسبه إلى عشرة، فأثبته عندي في صحيفة بيضاء».
وأخرج البيهقي في الشعب والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلّى عليَّ عند قبري سمعته، ومن صلّى عليَّ نائيًا كفى أمر دنياه وآخرته، وكنت له شهيدًا وشفيعًا يوم القيامة».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة، فإنها معروضة عليّ».
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والطبراني والحاكم في الكنى عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلّى عليَّ صلاة صلّى الله عليه عشرًا، فأكثروا أو أقلوا».
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه كان إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى، وارفع درجته العليا، وأعطه سؤله في الآخرة والأولى، كما آتيت إبراهيم وموسى.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن ماجة وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إذا صليتم على النبي صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه.
قالوا: فعلمنا. قال: قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ورسولك، إمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقامًا محمودًا يغبطه به الأوّلون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله قد عرفنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: «قولوا اللهم صل على محمد وأبلغه درجة الوسيلة من الجنة، اللهم اجعل في المصطفين محبته، وفي المقربين مودته، وفي عليين ذكره وداره، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد».
وأخرج الخطيب في تاريخه عن عائشة رضي الله عنها قالت: زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الشيرازي في الألقاب عن زيد بن وهب قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: يا زيد بن وهب لا تدع إذا كان يوم الجمعة أن تصلي على النبي ألف مرة، تقول: اللهم صل على النبي الأمي.
وأخرج عبد الرزاق والقاضي إسماعيل وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا على أنبياء الله ورسله، فإن الله بعثهم كما بعثني».
وأخرج ابن أبي شيبة والقاضي إسماعيل وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا تصلح الصلاة على أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالاستغفار.
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن حميدة قالت: أوصت لنا عائشة رضي الله عنها بمتاعها، فكان في مصحفها {إن الله وملائكته يصلون على النبي} والذين يصفون الصفوف الأول.
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)}.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن الذين يؤذون الله ورسوله} الآية. قال: نزلت في الذين طعنوا على النبي صلى الله عليه وسلم حين أخذ صفية بنت حيي رضي الله عنها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزلت في عبدالله بن أُبي، وناس معه قذفوا عائشة رضي الله عنها، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «من يعذرني في رجل يؤذيني، ويجمع في بيته من يؤذيني» فنزلت.
وأخرج الحاكم عن ابن أبي مليكة قال: جاء رجل من أهل الشام، فسب عليًا رضي الله عنه عند ابن عباس رضي الله عنهما، فحصبه ابن عباس رضي الله عنهما وقال: يا عدوّ الله آذيت رسول الله {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة} لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيًا لآذتيه.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة} قال: آذوا الله فيما يدعون معه، وآذوا رسول الله قالوا: إنه ساحر مجنون.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {إن الذين يؤذون الله ورسوله} قال: أصحاب التصاوير.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول فيما يروي عن ربه عز وجل «شتمني ابن آدم ولم ينبغ له أن يشتمني، وكذبني ولم ينبغ له أن يكذبني، فأما شتمه إياي فقوله: {اتخذ الله ولدًا} [البقرة: 116] وأنا الأحد الصمد، وأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني» قال قتادة: إن كعبًا رضي الله عنه كان يقول: يخرج يوم القيامة عنق من النار فيقول: يا أيها الناس إني وكلت منكم بثلاث، بكل عزيز كريم، وبكل جبار عنيد، وبمن دعا مع الله إلهًا آخر، فيلتقطهم كما يلتقط الطير الحب من الأرض، فتنطوي عليهم فتدخل النار، فتخرج عنق أخرى فتقول: يا أيها الناس أني وكلت منكم بثلاثة: بمن كذب الله، وكذب على الله، وآذى الله، فأما من كذب الله، فمن زعم أن الله لا يبعثه بعد الموت، وأما من كذب على الله، فمن زعم أن الله يتخذ ولدًا، وأما من آذى الله: فالذين يصورون ولا يحيون. فتلقطهم كما تلقط الطير الحب من الأرض، فتنطوي عليهم، فتدخل النار.
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)}.
أخرج الفريابي وابن سعد في الطبقات وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات} قال: يقعون {بغير ما اكتسبوا} يقول: بغير ما علموا {فقد احتملوا بهتانًا} قال: إثمًا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: يلقى الجرب على أهل النار، فيحكون حتى تبدو العظام، فيقولون: ربنا بم أصابنا هذا؟ فيقال: بأذاكم المسلمين.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: إياكم وأذى المؤمنين فإن الله يحوطهم، ويغضب لهم، وقد زعموا أن عمر بن الخطاب قرأها ذات يوم، فأفزعه ذلك حتى ذهب إلى أُبي بن كعب رضي الله عنه، فدخل عليه فقال: يا أبا المنذر إني قرأت آية من كتاب الله تعالى فوقعت مني كل موقع {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات} والله إني لأعاقبهم وأضربهم فقال له: إنك لست منهم، إنما أنت معلم.
وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إني لأبغض فلانًا، فقيل للرجل: ما شأن عمر رضي الله عنه يبغضك! فلما أكثر القوم في الذكر جاء فقال: يا عمر أفتقت في الإِسلام فتقًا؟ قال: لا. قال: فجنيت جناية؟ قال: لا. قال: أحدثت حدثًا؟ قال: لا. قال: فعلام تبغضني وقد قال الله: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا}؟! فقد آذيتني فلا غفرها الله لك. فقال عمر رضي الله عنه: صدق والله ما فتق فتقًا، ولا ولا فاغفرها لي، فلم يزل به حتى غفرها له.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات} إلى قوله: {وإثمًا مبينًا} قال: فكيف بمن أحسن إليهم يضاعف لهم الأجر.
وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن عبدالله بن يسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس منَّا ذو حسد، ولا نميمة، ولا خيانة، ولا إهانة، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات}».
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه «أي الربا أربى عند الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: أربى الربا عند الله استحلال عرض امرىء مسلم» ثم قرأ: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا}. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)}.
أراد الله- سبحانه- أن تكون للأمة عنده صلى الله عليه وسلم يَدُ خدمةٍ كما له بالشفاعة عليهم يَدُ نعمةٍ، فأَمَرَهم بالصلاة عليه، ثم كافأ- سبحانه عنه؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلّى عليَّ مرةً صلى اللَّهُ عليه عشر مرات» وفي هذا إشارة إلى أن العبدَ لا يستغني عن الزيادة من الله في وقتٍ من الأوقات؛ إذ لا رتبةَ فوق رتبةِ الرسولِ، وقد احتاج إلى زيادةِ صلواتِ الأمَّةِ عليه.
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)}.
يؤْذون اللَّهَ ورسولَه بعمل المعاصي التي يستحقون بها العقوبة، ويؤذون أولياءَه. ولمَّا قال: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80] فكذلك مَنْ آذى رسولَه وأنبياءَه عليهم السلام والمؤمنين فقد آذاه، ومعناه تخصيص حالتهم وإثبات رتبتهم.
ثم ذكر قوله: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} ويدلُّ ذلك على أن رتبة المؤمنين دون رتبة الرسول صلى الله عليه وسلم. اهـ.

.فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام:

.قال ابن القيم:

.الباب الأول: ما جاء في الصلاة على رسول الله صلى اللّه عليه وسلم:

عن أبي مسعود رضي الله عنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة رضي الله عنه فقال له: بشير بن سعد رضي الله عنه: قد أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: «قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، والسلام كما قد علمتم». رواه الإمام أحمد، ومسلم والنسائي والترمذي وصححه. ولأحمد في لفظ آخر نحوه: «فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا؟».

.الفصل الأول: فيمن روى أحاديث الصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلم عنه:

فيمن روى أحاديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عنه رواها: أبو مسعود الأنصاري والبدري رضي الله عنه وكعب بن عجرة، أبو حميد الساعدي، أبو سعيد الخدري، وطلحة بن عبيد الله، وزيد بن حارثة، ويقال: ابن خارجة وعلي بن أبي طالب. وأبو هريرة، وبريدة بن الحصيب وسهل بن الساعدي، وابن مسعود وفضالة بن عبيد، وأبو طلحة الأنصاري وأنس بن مالك، وعمر بن الخطاب، وعامر ابن ربيعة، وعبد الرحمن بن عوف، وأبي بن كعب، وأوس بن أوس، والحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبراء بن عازب ورويفع بن ثابت الأنصاري، وجابر بن عبد الله، أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن أبي أوفى، وأبو أمامة الباهلي، وعبد الرحمن بن بشر بن مسعود وأبو بردة بن نيار، وعمار بن ياسر، وجابر بن سمرة، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف، ومالك بن الحويرث، وعبد الله بن جزء الزبيدي، وعبدالله بن عباس، وأبو ذر، وواثلة بن الأسقع وأبو بكر الصديق، وعبد الله بن عمرو، وسعيد بن عمير الأنصاري عن أبيه عمير، وهو من البدريين، وحبان بن منقذ رضي الله عنهم أجمعين.
فأما حديث: أبي مسعود فحديث صحيح رواه مسلم في صحيحه: عن يحيى بن يحيى. وأبو داود: عن القعبني، كلاهما عن مالك. والترمذي: عن إسحاق بن موسى، عن معن،عن مالك. والنسائي: عن أبي سلمة، والحارث بن مسكين، كلاهما عن ابن القاسم، عن مالك، عن نعيم المجمر، عن محمد بن عبد الله بن زيد.
وأما زيادة أحمد فيه: إذا نحن صلينا في صلاتنا. فرواه بهذه الزيادة: عن يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال حدثني محمد ابن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري، عن أبي مسعود قال: أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن عنده، فقال: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا صلى الله عليك؟
قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله.فقال: «إذا أنتم صليتم علي فقولوا: اللهم صل على محمد النبي الأمي، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم..» وذكر الحديث. ورواه ابن خزيمة، والحاكم في صحيحيهما، بذكر هذه الزيادة. وقال: الحاكم فيه: على شرط مسلم. وفي هذا نوع مساهلة منه فإن مسلما لم يحتج بابن إسحاق في الأصول، وإنما أخرج له في المتابعات والشواهد. وقد أعلت هذه الزيادة بتفرد ابن إسحاق بها ومخالفة سائر الرواة له في تركهم ذكرها. وأجيب عن ذلك بجوابين:
أحدهما: أن ابن إسحاق ثقة لم يجرح بما يوجب ترك الاحتجاج به، وقد وثقه كبار الأئمة،وأثنوا عليه بالحفظ والعدالة، اللذين هما ركنا الرواية.
والجواب الثاني: أن ابن إسحاق إنما يخاف من تدليسه، وهنا قد صرح بسماعه للحديث من محمد بن إبراهيم التيمي فزالت تهمة تدليسه. وقد قال: الدارقطني. في هذا الحديث وقد أخرجه من هذا الوجه وكلهم ثقات. هذا قوله في كتاب السنن وأما في العلل فقد سئل عنه. فقال: يرويه محمد بن إبراهيم التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد، عن أبي مسعود، حدث به عنه محمد بن إسحاق، ورواه نعيم المجمر، عن محمد بن عبد الله بن زيد أيضا، واختلف عن نعيم، فرواه مالك بن أنس، عن نعيم، عن محمد، عن أبي مسعود حدث به عنه كذلك القعنبي، ومعن وأصحاب الموطأ ورواه حماد بن مسعدة، عن مالك، عن نعيم فقال: عن محمد بن زيد، عن أبيه ووهم فيه. ورواه داود بن قيس الفراء، عن نعيم، عن أبي هريرة خالف فيه مالكا، وحديث مالك، أولى بالصواب.